آخر الأخبار

هندسة الرحمن في منع الفساد بالأرض


تلوث البر والبحر

*سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته 
إعداد/ د.عبد المنعم وهبي 

* هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على  (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.

* * و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.

 


-----------------------------------------------------------------------

9- هندسة الرحمن في منع الفساد بالأرض

- بدأ الله خلق (الكون كله) منذ مليارات السنين, وخلق الأرض ضمنه منذ ملايين السنين, والتي لا يعلم عددهما إلأ هو, ووضع في الأرض أنظمة وتوازنات تضمن سلامتها خلال كل مراحل تعميرها.

 

- فبعد أن أصبحت الأرض صالحة لحياة البشر, أضاف الخالق (أدم وحواء) لسكناها, وتكاثر أبنائهما خلال آخر عشرات أو مئات الآلاف السنين من عمر الأرض... ليعبدوا الله وحده .. ولايشركوا معه شيئا, وليستكملوا تعمير الأرض بنعمة العقل الذي ميزهم به, وبما فتح الله لهم من بعض آفاق العلوم الربانية, التي أبدع سبحانه خلق الكون كله على أسسها العلمية العليا.

 

- ولقد سمح لهم عقلهم بنعمة (الإختيار بين البدائل) وإضافة الإبتكارات والمخترعات, وكان أغلبها نافع لهم وللأرض, لكن بعضها أساء اليهم وإلى الأرض بأيديهم, وبذلك ظهر الفساد " التلوث" في أرجائها, وأشار لذلك الخالق, حين قال تعالى :

 

} ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ...بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ... لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا.... لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ { (الروم –41.(

 

- وهو فساد نغص على الناس حياتهم على الأرض , بل وضاعف معاناتهم من مخلفات صناعاتهم المتزايدة يوميا, حتى قرروا مؤخرا التكاتف للحد من تأثيرات ملوثاتهم الضاره, لعلهم يرجعون بالحياة على الأرض للنقاء الذي وضعه خالقها.

 

- وعلينا أن نتمعن في الآيات القرآنية التاليه, والتي تحدد الأطر التي وضعها الخالق, لضمان أفضل توازن بين كل العناصر الأساسية لديمومة الحياه الطيبة وإستقرارها على الأرض.

 

-  } إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ { (القمر – 49(

-  } وَالسَّمَاء رَفَعَهَا .....ووَضَعَ الْمِيزَانَ .......َ} (الرحمن -7)

 } - وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ….  وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ   ﴿ الحجر - 21﴾

} - أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً….  فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا   ﴿ الرعد- 17

} - وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ……  فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ   ﴿ المؤمنون - 18

 

* وعندما تدخل البشر مع تزايد تقدمهم الصناعي والعلمي في دقة تلك التوازنات على الأرض, تكاثرت تأثيرات ملوثاتهم الصناعيه والكيمائيه عليها , وظهر الفساد بشده بالأرض, برا وبحرا وجوا, وما يزال يتزايد ويتضاعف.

* وسنتدارس أهم هذه التأثيرات في بقية المقال. 

 

مظاهر الفساد في البر والبحر

 

تلوث الهواء الجوي الاحتباس الحراري (الاحترار العالمي) تأثيرة واسبابة الأمطار الحمضية اسبابها اضرارها  تلوث التربة الزراعية تلوث مصادر المياة على الأرض
Earth pollution prevention

1- تلوث الهواء الجوي

* تلوث الهواء الجوي هو احتواء الهواء (الطلق أو الداخلي) على مزيج من الجسيمات والغازات الغريبة تركيزات ضارة؛ مثل الأدخنه والغازات السامة وحبوب لقاح النباتات. 


أضرار تلوث الهواء

يمثل تلوث الهواء الجوي تهديدًا للمناخ والصحة للأرض وساكنيها؛ وقد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة للأنسان؛ مثل السكتة الدماغية، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي الحادة، وسرطان الرئة.

 ويقدر عالميا وفاة حوالي 7 ملايين حالة مبكّره كل عام, نتيجه للذلك.

 

مصادر تلوث الهواء 

تضم مصادر تلوث الهواء أربعة أنواع رئيسية هي:

1- مصادر متنقلة : مثل السيارات، والشاحنات، والحافلات، والطائرات، والقطارات.

2- مصادر ثابتة : مثل المنشآت الصناعية ومحطات الطاقة، ومصافي تكرير النفط.

 3 - مصادر بمناطق محدده : مثل بعض المناطق الزراعية، ومناطق تنقية مخلفات الصرف الصحي.

4- مصادر طبيعية : مثل الغبار الناتج عن حركة الرياح، وحرائق الغابات، وثورات البراكين.

 

أهم ملوثات الهواء الجوي

  1. أكاسيد الكبريت : وهي سامة وناتجة عن الأنشطة الصناعية والثورات البركانية، مثل ثاني وثالث أكسيد الكبريت.
  2. أكاسيد النيتروجين : مثل  أول وثاني أكسيد النيتروجين, من عوادم السيارات وحرق الوقود وتشارك في المطر الحمضي.
  3. أول  أكسيد الكربون : من الاحتراق غير الكامل للوقود.
  4. ثاني أكسيد الكربون : يوجد طبيعيا بالجو، ويسبب ظاهرة (الانحباس الحراري)، ويكون ساماً وخانقا في الأماكن المغلقةً.
  5. المركبات العضوية المتطايرة : وتنتج من حرق الوقود والغراء وأجهزة التنظيف الجاف، وبعضها سام.
  6. مركبات التبريد (الفلورو كلورو كاربون), وهي تؤدي إلى تآكل (طبقة الأوزون) الحامية للأرض بالغلاف الجوي.
  7. الملوثات المشعة : تنتج من المخلّفات الإشعاعية مثل محطات الطاقة النووية، وغيرها.

 

أضرار تلوث الهواء على الإنسان والحيوان والنبات

خطورة تلوث الهواء على صحة البشر

- زيادة العديد من اﻷمراض، مثل (تلف الصمام التاجي بالقلب، وأمراض الرئة المختلفة، والسرطان والبول السكري).

- زيادة معدل إنتشار وفعالية كل أمراض الجهاز التنفسي.

- زيادة الأوبئه التنفسية مثل الأنفلونزا القاتلة.

- تعرّض النساء لتلوث الهواء (قبل الحمل مباشرة) أو خلال (الأشهر الأولى للحمل)، مما يهدد بإنجاب أطفال بهم عيوب خلقية, مثل (الشفة الأرنبية وبعض التشوهات في القلب), كما يضر سلامة تكون وأداء أدمغتهم بعد الولاده.

- زيادة المضاعفات خلال الحمل، أو حدوث الإجهاض التلقائي " الصامت", حيث يموت الجنين بدون أن تتنبه الحامل لوفاته.

 

2- الاحتباس الحراري  (الاحترار العالمي)

- هو زيادة متوسط درجات حرارة سطح الأرض والمحيطات, بسبب تراكم الغازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز, ومعظمها ناتج من أنشطة الدول الصناعية الكبرى, فأميركا بمفردها تطلق حوالي 25% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالأرض.

- الغازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان) تمتص حرارة أشعة الشمس "والأشعة تحت الحمراء" المرتدة من سطح الأرض، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي. 

- الغازات المنطلقة من ثورات البراكين وزيادة النشاط الشمسي (التوهجات والبقع الشمسيّة)، وزيادة اختراق (الأشعة الكونيّة) الضارة للغلاف الجوي للأرض تزيد من الإحتباس الحراري.

- ولقد إرتفعت متوسط حرارة الأرض درجتين فهرنهايت في السنوات الـ 50 الماضية

- يزيد من تلك التأثيرات الحرارية إزالة الغابات, وتجمع غاز الميثان من مزارع الماشية , وتسرب غازات التبريد والتكييف (تراي كلورو فلورو كاربون).

- يتوقع العلماء زيادة حرارة الأرض (2- 4) درجة مئوية بحلول عام 2100, لكنها تتوزع بكيفية مختلفه على أجزاء الأرض.

 

تأثيرات الإحتباس الحراري الحالية والمتوقعه

  1. ذوبان الجليد بالقطبين, ويتوقع العلماء أنه بعد (30 – 50 عام) سيكون القطب الشمالي خالياً من الجليد في الصيف.
  2. غرق المدن الساحلية وتشرد البشر, حيث سيرتفع مستوى سطح البحر  بمقدار (30 -  50 سم) قبل عام 2100.
  3. زيادة نسبة الرطوبة والأمطار, مع حدوث سيول وفيضانات في بعض الأماكن & جفاف رهيب بأماكن أخرى.
  4. اختفاء بعض الجزر تحت الماء, مثل ما حدث في (جزيرة نيو مور) على الحدود بين (الهند & بنجلاديش) .
  5. زيادة العواصف والأعاصير الرهيبة, وبالذات على سواحل المحيطات.
  6. زيادة ضربات البرق  للأرض, بنسبة تصل  50% بحلول عام 2100.
  7. تفشّي الأمراض والأوبئة الصيفية, مع زيادة العدوى من كثرة توالد الحشرات (مثل البعوض) لزيادة الرطوبة والحرارة, وانتشار مرض حصى الكلى مع إنتشار الجفاف ، وتكرار أوبئة (الكوليرا) من تلوث المياه والمأكولات, مع تدنّي مناعة البشر لمقاومة الفيروسات والالتهابات المعدية, بسبب نقص المحاصيل الغذائيّة وانتشار المجاعات.

 

تأثير الإحتباس الحراري على بقية الكائنات

- تهدد ظاهرة الاحتباس الحراري بإنقراض بعض الأنواع من الكائنات ، لا سيما حيوانات المناطق القطبية, نتيجة لذوبان الجليد, مع التأثير على الهجرات السنوية لبعض الطيور والحشرات.   وحاليا أصبحت الطيور المهاجرة تصل لهدفها قبل عدّة أيامٍ أو أسابيعٍ من مواعيدها المرصودة خلال القرن الماضي.

- يتوقع العلماء انقراض ثلث الحيوانات على الأرض، ونصف أنواع النباتات الحالية بحلول عام 2080م

 

حلول و طرق الحد من مشكلة الاحتباس الحراري بالأرض

1- تطوير استخدام الطاقة والوقود النظيف .

2- زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

3- تحسين كفاءة وسائل النقل المختلفه.

4- زيادة استخدام الطاقة النووية مع تأمينها.

5- الحفاظ على بقاء الغابات وتطوير طرق الزراعة.

 

3- الأمطار الحمضية

 

الامطتر الحمضية
Earth pollution prevention

ينتج المطر الحمضي (وترسب الغبار الحمضي) من هطول الأمطار وبها ملوثات حمضية مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين, وهي تظل حمضية حتى بعد تحولها إلى ثلوج وضباب وبرد، وبعد تفاعلها مع الغازات والغبار المتصاعد.

 

 أسباب تكون المطر الحمضي

- تلعب الأنشطة الحضارية دورًا قويا في زيادة التلوث الجوي بالغازات الحامضية, والناتجة عن حرق الوقود البترولي وغازات المخلفات البشرية...  كما تشارك في ذلك بعض الكوارث الطبيعية مثل ثورات البراكين وحرائق الغابات.

مكونات المطر الحمضي

- خلال هطول الأمطار تتفاعل غازات مثل (ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين) مع الماء والأكسجين في الغلاف الجوي , وينتج خلالها أحماض الكبريتيك والنيتريك, والتي تتساقط  مع الأمطارعلى التربة الأرضية .

 

خطورة و أضرار المطر الحمضي

 - يؤثر المطر الحمضي على الإنسان والبيئات الحيوية المختلفة، مع تأثيره على المباني والمنشآت العمرانية والتماثيل.

الأمطار الحمضية ومخاطرها البيئية

 - في البيئات المائية، (مثل الجداول والبحيرات والمستنقعات والبحار) تتركز الحموضة بالمياه, وقد تُضر الأسماك والكائنات المائية وكذلك الحيوانات البرية الأخرى المتصلة بها.

 - تفاعل المطر الحمضي مع الأملاح المعدنية بالتربة الزراعية يؤدي لزيادة تركيز معدن الألومنيوم فيها، وهو ضار للنباتات والحيوانات, كما يزيل بعض الأملاح المعدنية المطلوبة لنمو المزوروعات.

 - بتأثيرها تنتشر الأشجار الميتة في الغابات, وتضعف قدرة الأشجار على امتصاص أشعة الشمس أو تحمل البرودة أوالتجمد في المناطق الجبلية

 - كما يتسبب الترسب الحمضي الجاف في إتلاف أسطح المباني والمنشأت الحجرية والمعدنية والتماثيل والمعالم الأثرية بالإضافة لسرعة تلف طلائها, فتحتاج للإصلاح أو الإستبدال المتكرر, مما يزيد من تكاليف صيانتها وترميمها.

 

تأثيرها على صحة الإنسان وأعضائه الحيوية،

- مع وصول غبار أملاح الكبريتات والنترات إلى الرئتين يحدت تلف خطير بالجهاز التنفسي, وتزبد صعوبة التنفس لمرضى الربو، مع هبوط كل وظائف الرئتين.

- تسرب الأحماض للدم يحدث إضطراب في وظائف القلب، وقد تؤدي لنوبة قلبية قاتله.

 

 مواجهة الأمطار الحمضية "منع تشكل المطر الحمضي"

  • تنقية وفصل عنصر الكبريت من غازات المداخن ومعامل التكرير.
  • تقليل كل الانبعاثات الصناعية الضارة, وبالذات عوادم السيارات.
  • تقليل استخدامات الوقود الإحفوري والبترولي ومنتجاته قي كل الأنشطة الحضارية.
  • التركيز على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة, مثل الطاقة الشمسية والرياح.

 

4- تلوث التربة الزراعية

تلوث التربة الزراعية هو تراكم المواد الضارة بالتربة الزراعية، مثل: المركبات السّامة، والأملاح، والمواد الكيميائيّة، والمواد المشعّة، والعوامل الممرضه للنبات أوالحيوان أوالإنسان.


أسباب تلوث التربة

- قد يحدث تلوث التربة بشكل طبيعي عند تواجد بعض المعادن في التربة بتركيزات عالية، أو من خلال الأنشطة البشرية المتنوعة.

- التلوث قد يحدث من مصدر محدد في منطقة معيّنة, لكنه قد ينتشر حولها, وتصعب معالجته.

- التلوث المرتبط بالأنشطة البشرية، مثل: المصانع خاصة (للأدوية والمبيدات الحشرية والإسمنت وتكريرالبترول) ومكبات النفايات والصرف الصحي والتسريب النفطي والإسراف في الكيماويات الزراعية.

- تسرب المخلفات المشعة من مفاعلات الطاقة النووية (كالراديوم، والثوريوم، واليورانيوم)-  ومخلفات الأسلحة المشعه.

- صحّة التربة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحة الإنسان.  فعند علو القيمة الغذائية للمزورعات والمحاصيل زاد تعزيز الصحة العامة للإنسان.

أضرار تلوث التربة

- المخاطر الصحية لتلوث التربة وأضرارها متنوعه, منها المباشر على سلامة السكان الصحية - عدم نمو المحاصيل أو تسممها -  زيادة ملوحة التربة - جفاف التربة وبوارانها - قتل الكائنات الحيوية المفيدة للتربة, ومعها حتى الطيور ستهجر أماكن أعشاشها.

 

حلول مشكلة تلوث التربة

- المعالجة الكيمائية للتربة الملوثة, لاستخلاص وإزالة بعض المعادن الزائدة , مثل (الكادميوم، والنحاس، والزرنيخ)، بواسطة المحاليل المناسبة ثم فصلها منها بالتبخر الحراري, مع معالجة الغازات المتصاعدة والمواد غير المرغوب فيها.

- المعالجة الميكروبية للتعامل مع أغلب الملوثات العضوية، بدفنها في تربة أمنه (صحراوية مثلا) وتكون بعيده عن سكنى البشر, ثم إستصلاحها بالتسميد والحرث والتقليب .

- إعادة استخدام مواد التغليف للتقليل من كمية النفايات , كالزجاج، والأكياس البلاستيكية، والورق، والملابس .

-  إعادة تدوير بعض المخلفات كالورق، والبلاستيك، والزجاج.

-  معالجة النفايات الصلبة لتصبح أقل خطورة , لتصبح قابلة للتحلل والتفكك قبل دفنها في المناطق  البعيدة الآمنه.


5- تلوث مصادر المياة على الأرض  

 

تلوث مصادر المياة على الأرض
Earth pollution prevention


أ ) تلوث المياه العذبة السطحية والجوفية

-  كانت الأنهار والبحيرات العذبة قديما هي المكان المفضل لتخلص معظم مدن العالم من كل فضلاتها، إلا أن تكرار انتشار الأوبئة (مثل الكوليرا), وضع حد لتلك الجريمه.

- ما تزال حاليا العديد من المصانع والبواخر تلقي مياهها الملوثة ومخلفاتها بالأنهار, مما يغير من الصفات الفيزيائية للمياه النقية, فيصبح لها لون أو طعم أو رائحه, وتموت الأسماك جماعيا, بينما تزداد ملوحة الأراضي الزراعية من حولها.

- تفشي الأمراض نتيجة لإنتشار الجراثيم والطفليات, مثل الكوليرا والتيفود والإسهال المزمن.

- ارتفاع تكاليف تنقية المياه للشرب وللصناعة.

ب) تلوث مياة البحار والمحيطات

- البحار والمحيطات تغطّي  أكثر من 70% من سطح كوكب الأرض، وتأثيرها أقوى في التحكم بالطقس وتنقية الهواء من الملوِّثات، كما تعتبر مصدراً أساسياً للغذاء والموارد الطبيعية، حيث تعيش فيها كائنات حية متعددة, بدءًا من الكائنات الدقيقة، حتى أكبر حيوان بالكوكب (الحوت الأزرق).

- الأنشطة البشرية مؤخرا أحدثت تغييرات ملحوظة في طبيعة البحار والمحيطات ؛ حيث تجمّعت بمياهها ملوثات تشمل الغازات الضارة والمخلّفات غير القابلة للتحلل، بالإضافةً للنفط المتسرّب اليها, وكل ذلك خطير على صحة البيئة والإنسان.

 

مصادر التلوث بالبحار والمحيطات

- المخلفات البحرية تشكل (20%) منها؛ من السفن وقوارب الصيد، وناقلات البضائع

- المخلفات البرية تشكل (80%) ؛ وأخطرها المخلفات البلاستيكية الطافية, والتي قد تؤذي الكائنات البحرية عند ابتلاعها أو تقيد حركاتها حتى الموت.


 مصادر التلوث البحري

وتشمل اسباب التلوث بالبحار والمحيطات المصادر التاليه :  

- تسرب النفط والكيماويات من المصانع وأبار التنقيب.

- نفايات الصرف الصحي للمدن والمناطق الحضرية.

- تعبئة وتداول الوقود عند الموانئ، والكوارث البحريه.

- التسرّب الطبيعي للنفط من مكامنه في أعماق البحار.

- تراكم النفايات البلاستيكيه الطافية بالبحار والمحيطات؛ لأنّ البلاستيك غير قابلة للتحلّل الحيوي، بل ينقسم إلى أجزاء وجزيئات أصغر فأصغر, فتتضاعف خطورتها ويستمر وجودها في البيئة لقرون.

- تراكم مخلّفات المصانع وأنشطة التعدين وإنبعاثاتها بالغلاف الجوي، ثم تصل للمياه بالترسيب الجوي والأمطار الملوثة.

- وصول ملوثات النشاط الزراعي, من أسمدة وكيماويات عبرالري والمصارف والأمطار للمياه الجوفية، ومنها للسطحية.

 

أضرار التلوث البحري وخطورته 

- تلوث مياه البحار بالصرف الصحي المنزلي بما تحويه من بكتيريا وفيروسات وكيمياويات ومغذيات ضارة، يصيب من يتعرّض بالشرب أو السباحة فيها لأضرار صحية عديدة؛ أقلها الطفح الجلدي وآلام في الأذن والمعدة والإسهال والقيء.

- الخسائر الإقتصادية للثلوث البحري عديدة؛ ليس فقط لفقد الأسماك والمحاريات, ولكن لتسببه في إغلاق الشواطئ ووقف موارد الأنشطة السياحة، كما تؤدي أمراض تلوث المياه إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية وفقدان أيام من العمل.

 

وسائل الحد من تلوث مياة البحار

  • إعادة تدوير النفايات، والتقليل من استخدام المواد البلاستيكية (قدر الإمكان).
  • التخلص من النفايات بالدفن الصحي المغلق.
  • المنع التام لوصول مخلفات الصرف الصحي للبحار.

 

إستخلاص العبر من إنتشار الفساد والتلوث بالبر والبحر

- علي جميع سكان الأرض التعاون جميعا للحفاظ على سلامة الأرض، لتعود نقية كما خلقها بارئها، مع البعد عن التلاعب في التوازنات الربانية في برها وبحرها وجوها، والتي تضمن لنا الإنتفاع بخيراتها، والنجاة من إنتشار الشرور والأضرار. 

 

- ولنتمعن ثانية في الآيات القرآنية التى أشارت للتوازنات الربانية لإستقرار الحياه على الأرض.

 

* فتبارك الله أحسن الخالقين.

-----------------------------------------------------------------------

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

 لقراءة الجزء الأول من السلسلة بعنوان ديناميكية العمود الفقري للأنسان  أضغط هنا

لقراءة الجزء الثاني من السلسلة بعنوان هندسة القلب البشري والصناعي  أضغط هنا
لقراءة الجزء الثالث من السلسلة بعنوان هندسة صمامات القلب البشري والصناعي  أضغط هنا
لقراءة الجزء الرابع من السلسلة بعنوان هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء أضغط هنا 
لقراءة الجزء الخامس من السلسلة بعنوان هندسة الإخصاب &  بدء حمل المرأة  أضغط هنا
لقراءة الجزء السادس من السلسلة بعنوان هندسة الرحمن بين العقل البشري والكمبيوتر  أضغط هنا
لقراءة الجزء السابع من السلسلة بعنوان هندسة الرحمن في التوازن المائي بالكائنات أضغط هنا
لقراءة الجزء الثامن من السلسلة بعنوان هندسة الرحمن في الكون وتوزيع الضوء والظلام فيه أضغط هنا

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا

سلسلة مقالات: هندسة الرحمن في مخلوقاته   تأليف/ د.عبد المنعم وهبي أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا 

 ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook

عرضاخفاءالتعليقات
الغاء

HH

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المشاركات الشائعة