آخر الأخبار

كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء


 لماذا تاه بنو اسرائيل في صحراء سيناء 40 سنة ؟
 لماذا حكم الله علي اليهود بالتيه وكيف تم هذا العقاب
 كيفية و سبب تيه بني إسرائيل وشرح حكمة الله سبحانه وتعالى في إستمرار مدة العقوبة الـ 40 عام


* هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على  (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.

* * و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.

 

عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام  labyrinth 40 years
labyrinth 40 years
كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء
لماذا تاه بنو اسرائيل في صحراء سيناء 40 سنة ؟


17 - كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء

المدقق لأحدات تاريخ علاقة بني إسرائيل برسولهم الإلاهي (موسى) وربهم الأعلى, من بعد إخراجهم ونجاتهم من حياة  الذل والإستعباد حينها في مصر الفرعونية (على عهد رمسيس الثاني غالبا), سيتعجب من كثرة وشدة رعاية الله لهم, ومع ذلك يعودون لعصيانه بعد كل نعمة لهم ولرسولهم.  


القرأن و (التوراة المحرفة) يحددان سبب سجنهم في سيناء

- ولقد ذكر فى القرآن والتوراة (مع عديد الفروق بينهما)  تفاصيل مخالفاتهم لربهم خلال رحلة خروجهم من مصر وما بعدها, رغم تعدد تحذيرات موسى لهم بوجوب طاعته, وما يتلوها من نزول العقوبات الربانية عليهم, ما يؤكد فشل كل محاولات بث الإيمان في قلوبهم, حتى وقعت كارثة عبادتهم لـ (العجل الذهبي), فغضب الله عليهم وعاقبهم, , ثم تاب الله على الصالحين منهم, وأمرهم بإستكمال مسيرة خروجهم من مصر حتى يقتحموا أرض الميعاد لهم (في فلسطين), لكنهم جبنوا ورفضوا مقاتلة أهلها الأقوياء, بل وردوا الأمر على ربهم الآمر.   


{ قَالُوا يَا مُوسَىٰ ...إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ... فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا ,,, إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }   (المائدة - 24) 


كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام

عندها نفد صبر ربهم على توالي معاصيهم,.. فأنزل عليهم عقابه وحكمه الصارم,... بأن يتوهوا طوال 40 سنه تالية بين فيافي وأودية سيناء - الفيف هو طريق صحراوي واسع ومستوي بين جبلين - حتى يباد خلال ذلك كل جيل بني إسرائيل المعاند لربه,.. العاصي لأوامره والمدمن لنواهيه. 


ولكي نتبين كيف أغلق الله كل مسالك الصحراء (المفتوحة تماما), على هذا الجيل من عصاة بني إسرائيل,.. طوال 40 سنه متتاليه,... بل وأفشل كل محاولاتهم في الخروج والفرار منها (وبالذات في أولي سنوات العقوبة), علينا أن نتابع أولا أهم أحداث رحلة خروجهم من مصر, وعظمة العناية الإلاهية التي صاحبتهم خلال ذلك, وكيف قابلوها بالحجود والنكران.         


القرآن يرصد أحداث عصياناتهم بكل دقه

هذه الأحداث مرصودة بأهم تفاصيلها بالقرآن الكريم, كما أسرف واضعي التوراة المحرفة (الحالية) في ذكرها, لكن مع توجيه معظم نقاطها (سواء بالحذف أوالإضافة) حتى توافق أهوائهم.   


وبدأ ذكر الأحداث في القرآن,  بإثبات قسوة معاناتهم بمصر, خلال حكم فرعون المتجبر.


أين ذهب بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر

- { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ... إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ... وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }  ( إبراهيم- 6)


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام  - جبل موسى labyrinth 40 years
أحد عيون موسى الإثنى عشر        جبل موسى ووادي طوى والعليقة المقدسة

عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام - مسيرة خروج بني إسرائيل من مصر labyrinth 40 years
مسيرة خروج بني إسرائيل من مصر
كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء
لماذا تاه بنو اسرائيل في صحراء سيناء 40 سنة ؟


- ثم أنجاهم ربهم من بطش فرعون وجيشه, فعبروا بحر خليج السويس (بمعجزة عظيمة) على قاعه اليابس, وقادهم نبيهم موسى على نفس طريق عودته لمصر, من بعد فراره من فرعون ولجوءه لمنطقة مدين - (وكانت على الشاطيء الشرقي الجنوبي لخليج العقبة), حتى يصل معهم لميقاته مع الله "بالوادى المقدس طوى" - (الوادي الأيمن أمام الطرف الغربي لجبل الطور بسيناء) وهو القريب من الساحل الجنوبي لشرقي خليج السويس, حيث سيناجي ربه ويتلقى منه (ألواح التوراة), على قمة (جبل المناجاه = جبل موسى = جبل حوريب), وفي نسختها هدى ورحمة  لمن يخشى الله.  

 

تذمرات شعب بني إسرائيل

 لكن بني أسرائيل بعد نجاتهم من بطش فرعون والجيش المصري, سرعان ما تناسوا عجائب الله التى رعاهم بها قبل وأثناء وبعد هروبهم من مصر, فأرهقوا موسى بمطالبهم الدنيوية المتنوعة, وجهروا بالشكوى من العطش والجوع بالصحراء خلال مسيرتهم جنوبا بمحاذاة الشاطيء الشرقي لخليج السويس , وأعلنوا مرارا ندمهم على طاعته في الخروج من مصر ومفارقة خيراتها (رغم ذلهم ومهانة حياتهم فيها).   فتابع الله معجزاته ,.. وأنبع الله لهم من صخور الجبال المجاورة ( 12 عين ماء) لشربهم, ورزقهم بطعام وفير من (المن والسلوى)... وظلل عليهم الغمام في مسيرتهم بالنهار و أضاء لهم الطريق بعامود من النار يسير أمامهم بالليل, لكنهم مع ذلك سرعان ما زهدوا الطيبات من الغذاء الرباني, وتشوقوا للطعام المصري المألوف لديهم. 


- { وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً ... وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ ... أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ... قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ... وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَام...َ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ... كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ... وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }  (الأعراف - 160).


خطيئة عبادتهم للعجل الذهبي

لكن عند إقتراب مسيرتهم من وادي طوى, غادر مسيرتهم موسي وتعجل مسرعا لميقات ربه, فما لبثوا أن إرتدوا لتقديس الأصنام... وعكفوا على عبادة " عجل ذهبي" صنعوه من ذهب وحلي المصريين التي سرقوها عند خروجهم, 


- { وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى... مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ ...عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } (الأعراف - 148).


فحمى غضب الله عليهم, وأمرهم بأن يقتلوا بأيديهم كبار العصاة, عبدة العجل, والمشركين بوحدانية الله من بينهم, ليتوب على بقيتهم, 


- { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ...  يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ ... فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ... فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ... ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُم ...ْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ... إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }  (البقرة - 54)


وبعد الخلاص من المشركين (عبدة العجل) من بينهم, إختار موسي (70 من نقبائهم) ليصعدوا معه جبل المناجاه, ليستغفروا ربهم عن جريمة عبادتهم للعجل.  فزلزل الله الجبال من حولهم حتى أصابهم الرعب, بل وأيقنوا الهلاك حينما وجدوا (جبل الطور) يرفعه الله في الجو, حتى أصبح يعلوهم ويكاد يسحقهم أسفله, عندها أسرع موسي بالتضرع لربه ... ويطلب منه الغفران والرحمه, 


- { وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا .... فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ... قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ... أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا... إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء ... أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ }  (الأعراف - 155)


- { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ... وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ... خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }  (الأعراف - 171)


وبعد إسترحام موسى لربه, إستجاب له الغفور... ومنع سحقهم تحت صخور الجبل., ثم أمرهم بتوجيه قوافلهم إلى دخول (وإقتحام) الأرض المباركة للإقامة فيها, لتكون (أرضا لميعادهم) المستقبلي مع ربهم,.. ولإفساداتهم ومعاصيهم التالية لربهم,... حتى قيام الساعة الآخرة.


التيه في القرآن

{ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ... وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ

- قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ ... وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُواْ مِنْهَا ... فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا داخِلُونَ 

- قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ... ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ ... فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ... وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

 - قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا ... فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ 

- قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي ... فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ 

- قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأرْضِ ...فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة : 21 ـ 26)


لماذا حكم الله علي اليهود بالتيه وكيف وما الحكمة من الـ 40 عام

نظرا لرفضهم الأمر الرباني , حمي غضب الله عليهم وإشتد, فحكم عليهم  بحرمان كل جيلهم من سكنى أرض الميعاد المباركة طوال أربعين سنة تالية, يتوهون خلالها في برية سيناء  (حتى يفنى كل الجيل العاصي من بينهم ... وهم المردة الرافضين لطاعة الله, ... وعند ذلك يتعظ أبنائهم وأحفادهم,... فيصبحوا أكثر طاعة لربهم, فيسمح لهم بالخروج من سجنهم الصحراوي المفتوح, ليدخلوا أرض ميعادهم, بعد أن تراجعوا عما رفضه آبائهم.   

بل وذكروا في التوراة المحرفة أنه حتى النبيان " موسى وهارون" حرما من دخول أرض الميعاد,.. وهلكا قبل الوصول لها ودخولها. 


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام  labyrinth 40 years
لماذا وكيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء

معاناة بني إسرائيل خلال سجنهم بالصحراء

لابد لنا أن نتعجب حين نتسائل عن كيف أحكم الله تنفيذ هذه العقوبة عليهم (لأربعين سنة متواصلة) مع أن سجنهم كان في صحراء مفتوحة وبلا أية قضبان أو أسوار.  وكيف تجرع (الرافضون لأمر ربهم) أهوال حياة السجناء في صحراوات وأودية التيه المتشابكة في سيناء.

ولقد كانت العقوبة مغلظة عليهم (سجن بالأشغال الشاقة), حيث أرهقتهم محاولات التنقل بين جبالها الشاهقة وأوديتها الضيقة المحيطة بهم, (وبالذات في شهور السجن الأولى) مع فشل كل محاولاتهم للهروب من الصحراء بالوصول لأي شاطيء لبحر قريب منهم.  كما تكفلت طبيعة المنطقة المقفرة من حولهم بالتنغيص عليهم طوال سنوات سجنهم , فقاسوا طويلا من ندرة المياه والمزروعات والكلأ لهم ولأنعامهم, بالإضافة لكثرة سيولها المفاجأة والمهلكة لهم ولماشيتهم أحيانا, كما تلاعبت بهم عواصفها المتربة والملتهبة غالبا, بل والثلجية أحيانا اخرى .   

وعندما تمت سنوات العقوبة, قاد (فتى النبي موسى) وتابعه " يوشع بن نون" أجيالهم التالية لدخول الأرض الموعودة التي رفضها آبائهم وأجدادهم.  والقرآن الكريم  أغفل عامدا تفاصيل حياتهم خلال سنوات العقوبه , لأنهم متمردون وغلاظ الرقاب, وكثرة ذكر معاصيهم -  مع تكرار تسامح الرحمن معهم - هو (أسوأ مثال) لمعاندة بني آدم لربهم.

ذكر رعاية الله لهم في توراتهم المحرفة


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام  labyrinth 40 years
كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء


أما توراتهم المحرفة حاليا , فقد كررت رصد معظم ما أثبته القرآن عن أحداث خروجهم من مصر وكثرة أنعمه عليهم خلال تنقلاتهم , سواء في مرحلة صبر الله عليهم رغم معاصيهم المتكررة, ثم بعد حكمه عليهم بالتيه في هضبة سيناء, مع أضافة العديد من التفاصيل المبالغ فيها, وبطريقه توافق أهوائهم :-

 - فلقد بالغت التوراة في ذكر وتكرار وصف ما لخصه القرآن عن أحداث خروجهم من مصر وشق البحر لهم مع إغراق فرعون وجنوده, ثم أضافوا تفاصيل مملة عن حياتهم وتنقلاتهم في براري سيناء (قبل وبعد نزول الألواح المقدسة على موسى) ,وبتفاصيلها الهامشية,

- (4- وَاللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضًا وَبَكَوْا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ 5- قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. 6- وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!».   7- وَأَمَّا الْمَنُّ فَكَانَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، وَمَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ الْمُقْلِ.    8- كَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلْتَقِطُوهُ، ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاَّتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. 9- وَمَتَى نَزَلَ النَّدَى عَلَى الْمَحَلَّةِ لَيْلاً كَانَ يَنْزِلُ الْمَنُّ مَعَهُ. (عدد - 11).

 ثم أثبتوا على أنفسهم الردة والكفر والإشراك بالله عندما عبدوا العجل الذهبي (الذي إدعوا كذبا أن موسى قد أمرهم بذلك, وأن هارون قد صنعه لهم), عندما طالت غيبة موسى عنهم لأربعين ليلة خلال ميقاته الرباني لتلقى ألواح التوراه.

بعدها قال لهم موسى إن إستغفارهم الوحيد المقبول من ربهم عن خطيئتهم, هو أن يقتل سبط اللاويين من بينهم (وارثي شريعة الكهنوت اليهودي) زعماء عبدة العجل بإيديهم,... حتى ولو كانوا من أقربائهم وأصحابهم.

- ( 27- فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ».     28- فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل. 29- وَقَالَ مُوسَى: «امْلأُوا أَيْدِيَكُمُ الْيَوْمَ لِلرَّبِّ، حَتَّى كُلُّ وَاحِدٍ بِابْنِهِ وَبِأَخِيهِ، فَيُعْطِيَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً») (خروج - 32).

بعدها إستجاب الله لأسترحام موسى, فعفى عن بقيتهم, وأمرهم بدخول الأرض المقدسة. 

غضب الله عليهم بعد رفضهم دخول أرض الميعاد

- بعد ذلك الإستغفار الدموي, ذكرت توراتهم ترددهم في تنفيذ الأمر الإلاهي بدخول الأرض المباركة,مع إصرارهم على أرسال إثنى عشر رجلا منهم أولا ( بزعامة فتي موسى - َيَشُوعَ بْنَ نُون & كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ) ليتجسسوا لهم حالة هذه الأرض قبل أن يغامروا بدخولها.   
وبالفعل ذهبوا - وبعد عودته الرسل -  شهد الرجلان الصالحان من بينهم,  بكثرة خيرات أرض الميعاد (وأنها تفيض لبنا وعسلا), لكن البقية حذروهم من بأس سكانها الجبارين.    فجبن بنو إسرائيل عن إقتحامها بالقوة, وأصروا على رفض تنفيذ الأمر الرباني, عندها حق عليهم عقاب ربهم الرادع, وحكم عليهم بالسجن في برية سيناء لأربعين سنه (المدة الباقية من عمر كبار العصاة بينهم),... حتى يفنى هذا الجيل العاصي بأكمله. 

- ( 29 - فِي هذَا الْقَفْرِ تَسْقُطُ جُثَثُكُمْ، جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ مِنْكُمْ حَسَبَ عَدَدِكُمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا الَّذِينَ تَذَمَّرُوا عَلَيَّ.     30-  لَنْ تَدْخُلُوا الأَرْضَ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُسْكِنَنَّكُمْ فِيهَا، مَا عَدَا كَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ وَيَشُوعَ بْنَ نُونٍ.   31- وَأَمَّا أَطْفَالُكُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ يَكُونُونَ غَنِيمَةً فَإِنِّي سَأُدْخِلُهُمْ، فَيَعْرِفُونَ الأَرْضَ الَّتِي احْتَقَرْتُمُوهَا. 32- فَجُثَثُكُمْ أَنْتُمْ تَسْقُطُ فِي هذَا الْقَفْرِ،        33- وَبَنُوكُمْ يَكُونُونَ رُعَاةً فِي الْقَفْرِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَيَحْمِلُونَ فُجُورَكُمْ حَتَّى تَفْنَى جُثَثُكُمْ فِي الْقَفْرِ. 34 - كَعَدَدِ الأَيَّامِ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأَرْضَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، لِلسَّنَةِ يَوْمٌ.  تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي. 35- أَنَا الرَّبُّ قَدْ تَكَلَّمْتُ. لأَفْعَلَنَّ هذَا بِكُلِّ هذِهِ الْجَمَاعَةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُتَّفِقَةِ عَلَيَّ.    فِي هذَا الْقَفْرِ يَفْنَوْنَ، وَفِيهِ يَمُوتُونَ ). (خروج - 14)

- (1- فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.     2- وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُونَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ الْجَمَاعَةِ: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ!"

 3- وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ        لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟      وتَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً.                       " أَلَيْسَ خَيْرًا لَنَا أَنْ نَرْجعَ إِلَى مِصْرَ؟» 4- فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ) ( عدد - 14).

عدم ذكر التوهان كعقوبة عليهم في توراتهم

عندما نقارن بين إثبات القرآن لحكم العقوبة عليهم بالإقامة تائهين (طوال 40 سنه) في صحراء سيناء, وبين ذكر التوراة لأحداث العقوبة, حتى فناء كبار عصاتهم, لكن مع نجاة أحفادهم, فإننا نلاحظ أن توراتهم تعمدت الصمت التام عن ذكر وقائع معاناتهم وصعوبة حياتهم طوال سنوات العقوبة بالذات, وكأنها مرت عليهم خلال أربعين ثانية (أو أربعين دقيقة),...  وليست أربعين سنه؟. 

 بل إن التوراة في سفر التثنية وكذلك في بعض الأدبيات اليهودية (الملحقة بها), تنكر أن وجودهم في برية سيناء لم يكن عقوبة أصلا, وأن الأمر كان مجرد" توهان" غير مقصود وقعوا فيه – على طريق ترحالهم عبر "بحر سوف" البحر الأحمر, بل وتعمدوا تحديد حدوث التوهان لمدة ثمانية وثلاثين سنه فقط, ولا يوم أكثر من ذلك. 

« 1- ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَارْتَحَلْنَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ عَلَى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ كَمَا كَلَّمَنِي الرَّبُّ، وَدُرْنَا بِجَبَلِ سِعِيرَ أَيَّامًا كَثِيرَةً.
2- ثُمَّ كَلَّمَنِي الرَّبُّ قَائِلاً:   3- كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الْجَبَلِ. تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ. ( تثنية - 2)
6- اَلرَّبُّ إِلهُنَا كَلَّمَنَا فِي حُورِيبَ قَائِلاً: كَفَاكُمْ قُعُودٌ فِي هذَا الْجَبَلِ،( تثنية - 2)
 13- اَلآنَ قُومُوا وَاعْبُرُوا وَادِيَ زَارَدَ. فَعَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ.    14- وَالأَيَّامُ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ، كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ) ( تثنية - 2) 

توراتهم لم تثبت تمام قضائهم لسنوات العقوبه (عقوبة التيه)

كما تعمد كتبة التوراة المحرفة عدم الإشارة إلى إثبات تفاصيل أحداث التوهان بالصحراء, وبدلا من ذلك ذكروا وقائع اخرى هامشية خلال سنوات التيه, وهي بعيدة تماما عن العقوبة الربانية, مثل توضيح كيفية تنفيذ الأحكام الشرعية المقررة بالوصايا العشرة, وطقوس تقديم القرابين والكفارات في الشريعة اليهودية, وواقعة حسد بعض جماعاتهم لسبط (بني لاوي) من بينهم (لتمييز الله لهم بقصر حق الكهانة ورعاية الشريعة عليهم فقط) وثورتهم على موسى لتلك الميزة, حتى غضب الله وشق الأرض لتبتلع زعماء الرافضين مع اسرهم وبيوتهم, كما أكلت نار الرب 250 من مؤيدي الرافضين, ثم أنزل الله عليهم (وباء) حصد 14700 آخرين من أتباعهم. 

كما أخفوا الإشارة إلي تمام قضائهم لسنوات العقوبة في صحراء سيناء, قبل بدء تفاوضهم مع الأمم الساكنة بالأراضي المجاورة لها (شعب أدوم) ليسمحوا لهم (بالمرور السلمي) خروجا من سيناء, وليصلوا للأرض الموعودة, دون ذكر (السماح الرباني) لهم بالخروج من منطقة سجنهم الصحراوي المفتوح في سيناء.

 17- دَعْنَا نَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمُرُّ فِي حَقْل وَلاَ فِي كَرْمٍ، وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ الْمَلِكِ نَمْشِي، لاَ نَمِيلُ يَمِينًا وَلاَ يَسَارًا حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ».   18- فَقَالَ لَهُ أَدُومُ: «لاَ تَمُرُّ بِي لِئَلاَّ أَخْرُجَ لِلِقَائِكَ بِالسَّيْفِ». 19- فَقَالَ لَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: «فِي السِّكَّةِ نَصْعَدُ، وَإِذَا شَرِبْنَا أَنَا وَمَوَاشِيَّ مِنْ مَائِكَ أَدْفَعُ ثَمَنَهُ. لاَ شَيْءَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ».
 20 - فَقَالَ: «لاَ تَمُرُّ». وَخَرَجَ أَدُومُ لِلِقَائِهِ بِشَعْبٍ غَفِيرٍ وَبِيَدٍ شَدِيدَةٍ.
  21- وَأَبَى أَدُومُ أَنْ يَسْمَحَ لإِسْرَائِيلَ بِالْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، فَتَحَوَّلَ إِسْرَائِيلُ عَنْهُ. (عدد- 20).

كيف منعهم الله من الفرار من سجنه المفتوح - ما هو التيه

عند الإجتهاد لتصور كيفية إجبار الله بني إسرائيل على البقاء داخل محبسهم الصحراوي طوال أربعين سنه متصلة, وفي وديان جبال هضبة التيه في سيناء, ولماذا لم يتمكنوا من الهروب خارج حدودها المفتوحه لتصبح بالنسبة لهم متاهات لا نهاية لها, رغما عن قرارهم الجماعي المتخذ بالفرار والعودة للمعيشة في مصر. فكيف فشلت كل محاولاتهم للفرار من سجنهم.

ونحن نعلم أن جيل بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر عاشوا وتعلموا وتهذبوا فيها, ووقتها كانت مصر الفرعونية تحتل قمة الحضارة البشرية على الأرض (والمنبع الأول لكل أنواع العلوم ), وبالطبع يوجد بين أثرياء هؤلاء اليهود من درس في مراكز مصر العلمية, والتي سبقت العالم كله في ذلك الزمان,  حتى أن كشوفهم (وبالذات في الفلك وحسابات النجوم), ما تزال يعترف بدقتها حتى العصر الحالي.  

وربما كان تواجد هؤلاء (اليهود المتعلمين) بينهم هو ما شجعهم على عدم التردد عند رفضهم الفوري لعقوبة التشرد في الصحراء (وهو ما يوافق طبائعهم الماكرة والمتمردة والعاصية لربهم), لأن بينهم من يعرف الملاحة بالطرق الصحراويه, ولذلك قرروا إنتخاب (أحد خبرائهم) ليقودهم في طريق عودتهم لمصر (بدلا من موسى الذي ضللهم وقادهم للفناء في صحراء سيناء).

طبيعة التكوينات الصخرية في هضبة التيه 


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام  labyrinth 40 years
كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء
لماذا تاه بنو اسرائيل في صحراء سيناء 40 سنة ؟


عند معاينة طبوجرافية أرض التيه في برية سيناء حاليا, ومقارنة سطحها مع وصفها في التوراة,  وتحديدها لأماكن وقوع أهم الأحداث خلال تيه بني إسرائيل, (قبل وخلال وبعد تنفيذ العقوبة عليهم), سيتضح لنا قسوة التكوين الجبلي والصخري بالمنطقة، وبالذات في شطرها الشرقي - (الموازي لخليج إيله) العقبة - مع عظم حجم سلسلة جبال الطور بوسطها وغربها - (القريب من خليج القلزم) - السويس.

وجيولوجيا - قمم جبال جنوب سيناء تكونت منذ حوالي 24 مليون سنه, عند حدوث " الفالق الأفريقي العظيم" - الأخدود الإفريقي , الذي شق مكان البحر الأحمر (بحر سوف) بين قارتي أسيا وأفريقيا, وملئته المياه من المحيط الهندي.
 وإمتد الشق شمالا  حتى إنقسم إلى خليجين متفرعين (خليج العقبة & خليج السويس). وصاحب هذه التكوينات الجيولوجية الحاده العديد من الخسوفات والطيات الأرضية والإرتفاعات, والتي كونت الهضاب والجبال شديدة الإرتفاع في المنطقه.

وكل صخور جبال المنطقة من الجرانيت الناري , وكانت قمم لبراكين خمدت منذ ملايين السنين , وأعمارها حوالي 600 -  850 مليون سنه على الأقل, ولا تزال تغطي سفوح الجبال ووديانها صخور متناثرة منها بمختلف الأحجام, وهي من " الصهارة النارية" المتصاعدة من فوهات البراكين, ثم بردت وتجمدت خلال ملايين السنين الماضيه.

وأعلى جبال جنوب سيناء هي قمة "جبل كاترين" بإرتفاع 2,641 م فوق سطح البحر, وعلى سفحة يوجد دير سانت كاثرين (اليوناني الكاثوليكي), وتجاوره قمم جبلية متميزة, وأشهرها جبل موسى (حوريب) – جبل المناجاه – جبل التجلي  , وإرتفاعاتهم تتراوح بين 1,969م - 2,341 م , وأسفل سفوحها تمتد (شبكات معقدة ومتداخله) من عشرات الأودية المتوسطة (والمئات من الضيقة) والتي تكونت بتأثير هطول الأمطار المنهمرة (والسيول الكاسحة) خلال ملايين السنين الماضية, وبالذات خلال آلآف السنين في (العصر المطير) بالمنطقة.

جبل موسى & وادي طوى المقدس


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام - جبال الطور    -     دير سانت كاثرين     -     شجرة العليقة المتسلقة  labyrinth 40 years
            جبال الطور    -     دير سانت كاثرين     -     شجرة العليقة المتسلقة          

هو أشهر أودية جنوب ووسط سيناء (الوادي المقدس "طوى" - الوادي المطهر "وادي الراحة" ), والذي إختصه الله بقداسة خاصة, حتى أن طهارته تتعدى وادي مكة (وبيته الحرام فيه), لذلك أمر نبيه موسى بخلع نعليه عند مروره بذلك الوادي , بينما سمح لرسول الإسلام بأن يطوف في وادي مكة وحول الكعبة فوق ناقته يوم فتح مكه.

وعلى أسفل صخور جبل موسى المواجه لوادي طوى, نبتت شجيرة خضراء مباركة " العليقة المقدسة " , وهي التي توهجت كالنار لتجذب نظر النبي موسى عند مروره في الوادي مع أهله ومواشيه, لكي يتجه إلى بقعتها المباركة, (حيث تلقى تكليفه بالنبوة من ربه) خلال رحلة عودته مع أهله لمصر من أرض (مدين).    
وهذه الشجيرة المتسلقة, ما تزال مزدهرة ... وبإخضرار غريب, داخل أسوار " دير سانت كاترين" العتيق الذي بناه اليونانيون حولها, على سفح جبل موسى (بعد عصر الشهداء المسيحيين), تبركا بها, بعد ما فشلت كل محاولات نقل أجزاء منها لإعادة زراعتها في أي مكان آخر بالعالم.

- { إِذْ رَأَى نَاراً    فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا    إِنِّي آنَسْتُ نَاراً   لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ    أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ    فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ    إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} ( طه - 12).

- { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (القصص - 30)
 
وعلى قمة جبل حوريب (موسى) كان ميقات النبي موسى مع ربه, ليصعد لملاقاته بعد عودته مصطحبا بني إسرائيل (بعد إخراجهم منحياتهم المذلة بمصر), وهناك تلقى (ألواح التوراه) المنزلة.  وعلى قمته أيضا خر موسى مغشيا عليه (حين طلب النظر لربه), لكن الله بدلا من ذلك تجلى (لجبل التجلي) المجاور لجبل موسى, فجعله دكا, بينما إرتجت كل الجبال من حوله , فصعق موسى من صوت زلزلتها وبذلك أصبح جبل التجلي هو الكائن الوحيد (بالكون كله), الذي إختصه الله بالتجلى له.

{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ      قَالَ لَن تَرَانِي    وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي     فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً      فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (الأعراف- 143).

وحتى اليوم نرى خطوط طبقات الصخور المتراصه في (جبل التجلي), والتي كانت متوازية, ثم صارت متهاوية ومنهارة ومتكسرة, ما يسجل واقعة (إندكاكه) منذ ألآف السنين.
   

تنقلات اليهود خلال أودية هضبة التيه

 كانت كل تنقلات قوافل بني إسرائيل في سيناء (خلال سنوات العقوبة وما بعدها) خلال ممرات جبلية ضمن شبكة  الأودية الجبليه المتشعبة والمتداخلة في هضبة التيه, (وأعدادها يصعب حصرها), وهي تتفرع دائما ثم تتلاقى بطرق عجيبة, بحيث لا يفرق بينها إلا الخبير الذي عاش طوال عمره بالمنطقه, ومع ذلك لا يمكنه التحرك بأمان خلالها (وبدون التوهان فيها) إلا بالإستعانه بتحديد الإتجاهات الجغرافية الأرضية من حوله, بمتابعته لمواقع قرص الشمس نهارا والنجوم المضيئة ليلا في سمائها الصافية.   

ولقد إرتحل بنو إسرائيل بين العديد من هذه الأودية خلال سنوات العقوبة, مثل : 
  •  وادي إيليم (وادي غرندل) 
  • وادي رفيديم 
  • فاران (فيران)
  • وادي طوى (وادي الراحه -  وادي الشيخ)
  • وادي سعير
  • وادي الأربعين, ... وغيرها من الاودية البرية الصحراوية, المتناثرة داخل (هضبة التيه) الضخمة في سيناء. 

وعند تواجدنا في أي من هذه الممرات الجبلية فإن الجدران الجبلية (الشاهقة العلو والعسيرة الرقي) تحيط بنا من جهتين معا على الأقل (وأحيانا من ثلاثة جهات), وبالتالي فهي عوائق حاجزة, ولا ينقصها سوى ضلع أو إثنين على الأكثر لتصبح (سجنا محيطا بالكامل) فيستحيل الخروج منه , وذلك مع صعوبة تحديد معالم أي طريق للخروج من أودية المنطقة,  لو حاول أحد المغادرة من خلال الضلع المفتوح فيها.

أين يقع مكان أرض التيه

وتؤكد أحداث توراتهم,.. أن كل أماكن تنقلاتهم أثناء (سنوات التيه) كانت في أودية جنوب سيناء. 
 وجغرافيا فإن هذه المنطقة تأخذ شكل " مثلث مقلوب ", وتحيط به سواحل البحر الأحمر من الشرق والغرب (ويلتقيان معا بالجنوب), بينما (هضبة التيه أو منطقة التيه أو بلاد التياها) الجبلية الشاهقة تغلق المثلث من الشمال, وتعزلها عن السهل الصحراوي الضخم الممتد من خلفها, والذي يصل حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط ..... في الشمال البعيد جدا.

لذلك لو تمكن بنو إسرائيل من ضمان السير (بإستمرار) في أي إتجاه واحد من الجهات الجغرافية الأربع المحيطة بهم (عدا الشمال الجبلي المغلق), لكانوا قد وصلوا لأحد ساحلي خليجا البحرالأحمر المحيطان بهم, ولخرجوا بالتأكيد من سجنهم الصحراوي المفتوح.   ولابد أنه يوجد بينهم من درس (علوم جغرافيا الأرض والنجوم والفلك), في المعاهد العلمية الفرعونية المتقدمة جدا وقتها (ومنها علوم رصد النجوم والفلك بالذات), والتي ما تزال إنجازاتهم الفلكية الدقيقة تقرها علوم الفلك الحديثة حتى اليوم), والتي كان النبي موسى أحد خريجيها بدون شك, وكان في شبابه أميرا بقصر فرعون.
- وتأكيدا لتلك الحقيقة الجغرافية, فلقد كان ميسرا للنبي موسي وفتاه (يوشع بن نون), أن يخرجا من صحراء التيه (بأمر ربهم), ليتابعا السير جنوبا علي ساحل خليج السويس, حتى وجدا عبد الله (الخضر) عند ملتقى البحرين, بمنطقة (رأس محمد) حاليا, ليتلقيا منه دروس علمه الرباني, قبل أن يعودا ثانية ليستكملا بقية فترة العقوبة مع بني إسرائيل.
 

براعة النبي موسى في علوم الجغرافيا والفلك

 أثبت القرآن تفوق نبيهم (موسى) العلمي, ولابد أنه قد تخرج من المعاهد العلمية الفرعونية المصرية بجدارة وبحكمة علمية عالية (كما ذكر القرآن), وهي مكانة توازي أعلى درجات الدكتوراه العلمية حاليا, وتسمى حاليا (دكتوراه الفلسفة) في ذلك العلم. 
 
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً...... وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص- 14)

ودليل لذلك تمكنه وحيدا من التسلل والسفر بمفرده خلال دروب والمسالك الصحراوية والأودية الجبلية (في الذهاب والعودة), خروجا من (مدينة رع مسيس) على حافة الصحراء الشرقية المصرية (بمحافظة الشرقية), وبقرب حافة دلتا النيل بمصر حاليا, ثم تمكن من عبور صحراء مصر الشرقية وكان يختفي عن عيون جنود فرعون وقلاعه ومخافره على طول الممرات والطرق المعروفة نهارا, ويهتدي بالنجوم ويتحرك عليها ليلا بمنتهي الحذر, وبذلك أثبت مهارته في ملاحة السفر بالفيافي المهلكة, مستعينا في معرفة الإتجاهات الجغرافية الأصلية من حوله بمواقع قرص الشمس نهارا والنجوم ليلا.  
وبذلك مر خلال متاهات أودية سيناء, حتي عبرها كلها ووصل للشاطي الشرقي لخليج إيله (العقبة), وعليه توجد منطقة (مدين) بالجنوب الشرقي لخليج العقبة, حيث أقام هناك لسنوات تزوج خلالها وأنجب, وبعدها قرر العودة لمصر مع أهله وأغنامه, من خلال نفس الطرق التي سافر عبها من قبل.  

لكن رغما عن تواجد تلك المهارات لدى (غير موسي) من بقية المتعلمين من أبناء الأثرياء من بني إسرائيل, والذين درسوا في المعاهد العلمية المصرية (مثل أبناء قارون الثري وأهله وأتباعهم), فإنه لم يستطع أحد منهم تحديد طرق الخروج لقومهم من متاهات أودية سيناء القاحلة, ولا تحديد الإتجاهات الأصلية لجغرافيا لأرض من حولهم, وبذلك فشلوا في مغادرة صحراء محبسهم المفتوحة.    فكيف منعهم ربهم من ذلك !!!!, وحرمهم من حلم العودة لحياتهم المرغوبة (رغم كونها مذلة)  بمصر وفرعونها, ... إنها إرادة الله ..... التي أحكمت تنفيذ العقوبة عليهم... ومنعت تماما فرارهم طوال 40 سنه مليئة بالمشقة والمعاناة,... فكيف ياترى حدث ذلك!!!!!!.

ظروف حياة اليهود في سيناء 

عند تجميع ما وصفته التوراة للظروف التي كانت تحيط ببني إسرائيل خلال رعاية الرب لهم ولترحالهم قبل معصيتهم له, فسنجد السحب تظلل علي تحركاتهم نهارا, وعامود من النار يضيء الطريق أمام مسيرتهم ليلا.
أما حينما تحل نعمة (روح الرب) علي موكبهم, فكانت السحب المظلمة تغطي منطقتهم تماما.

20- وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ.   21- وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ،     وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً.     22- لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلاً مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ. (خروج - 13)

 أما عندما يحل عليهم غضب الرب عند معاصيهم, فكانت الأرض تنتفض تحت أرجلهم والجبال تتزلزل من حولهم ,وقصوف الرعد تصم آذانهم ووميض البرق يعميهم,... فيتملكهم الرعب ويجأرون "يتضرعون" لموسى طلبا للنجاة .

- ( 16- وَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ   لَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ   أَنَّهُ صَارَتْ رُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَسَحَابٌ ثَقِيلٌ عَلَى الْجَبَلِ، وَصَوْتُ بُوق شَدِيدٌ جِدًّا.    فَارْتَعَدَ كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي فِي الْمَحَلَّةِ.  17 - وَأَخْرَجَ مُوسَى الشَّعْبَ مِنَ الْمَحَلَّةِ لِمُلاَقَاةِ اللهِ، فَوَقَفُوا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ. 18- وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ، وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ، وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدًّا. 19- فكَانَ صَوْتُ الْبُوقِ يَزْدَادُ اشْتِدَادًا جِدًّا،    وَمُوسَى يَتَكَلَّمُ وَاللهُ يُجِيبُهُ بِصَوْتٍ. ) 
(خروج - 19)

- ( 18 - وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، 19- وَقَالُوا لِمُوسَى: «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ) (خروج- 20).

فشل محاولاتهم للفرار من سجنهم الصحراي

بعد ما وضحت لنا طبوجرافية الأرض من حول بني إسرائيل في هضبة التيه,... وإحاطة قمم الجبال بهم, بينما الأودية  الرفيعة المتشابكة تتداخل حول سفوحها.  وثبت لنا نوعية الظروف البيئية التي تكررت إحاطتها بهم كلما سخط عليهم ربهم عتد تكرار معاصيهم, والتي كانت رهيبة عندما أصدر الله عليهم حكمه بالتوهان طوال 40 سنة في هذه المنطقة.    

لذلك يمكننا أن نجتهد (بوضوح) عند تصور أوضاعهم وهم يحاولون الفكاك من هذا السجن القاسي والفريد من نوعه.   حيث إختفت كل أنعم الله عليهم, فلا سحب تظلهم نهارا,.. ولا عامود من النار يضيئ لهم ليلا, بينما  حلت عليهم بدلا من ذلك غيوم متكاثفة لا تنقشع,..  وإظلام تام يحاصرهم على الدوام, .. مع رعب مقيم لا يفارقهم,... رغم سيطرة حلم الهروب من سيناء على تفكيرهم,.. للعودة لنعيم الإقامة بمصر (رغم إذلال فرعون وجنوده لهم), وهو ما هدد بإنقراض نسلهم, حيث كان فرعون يأمر بقتل أبناءهم الذكور بمجرد ولادتهم, مع إستحياء وإسترقاق نسائهم.

كيف أجبروا على البقاء داخل سجنهم المفتوح - كيف تاه اليهود في سيناء

- وما هو آتي إجتهاد مني .... * بحول الله وتوفيقه * والله أعلي وأعلم.

- يمكننا توقع الأحداث المتكررة على بني إسرائيل عندما يحاولون الفرار من منطقة محبسهم, فبينما يكون الظلام الدامس يحتجزهم في مكان ما في أحد اوديه سيناء,... لساعات أو حتى عدة أيام متصلة,... يكونون خلال ذلك متحفزين للتحرك بعيدا بقوافلهم ... وينتظرون لذلك بزوغ أي ضوء شمسي... ليسيروا على هداه , أو حتى مجرد إنقشاع لغيوم السماء المتكاثفة, ليمكنهم رؤية نجومها, وعندها سيستخدمون (علومهم الجغرافية والفلكية التي درسوها بمصر), لتحديد الإتجهات الجغرافية الأصليه من حولهم .. فيبدأون مسيرة عودتهم لمصر.
فإذا رفع الله عنهم الظلمة (ولو لدقائق معدودة), وشاهدوا الشمس قد بزغت فجأة من جهة ما من حولهم... قبل أن تختفي ويعود الإظلام التام سريعا.  عندها يحسبون هذا الظهور للشمس شروقا لها,.. فيحددون الجهات الجغرافية من حولهم على أساسها... ويبدأون تحريك قوافلهم فورا,.. ويجدون في الترحال في الإتجاه (الغربي) المفترض,..على هدى ما حسبوه شروقا معتادا للشمس المنقذه , والغرب هو الإتجاه المطلوب (للعودة لمصر ونعيمها), طبقا لخبراتهم الأرضية المقتبسة من علوم المصريين.
 لكن الإختفاء السريع للشمس بعدها, مع عودة الإظلام التام , كان يضطرهم للإكتفاء بالتوجه نحو (الخيال) الذي تبقى مما رصدوه لمكان (قمة جبل قريب) وجدوه محددا لإتجاه (الغرب) عنما بزغ ضوء الشمس حولهم - وقبل إختفاءه,... وهو الإتجاه المطلوب للعودة لمصر, فيبدأون فورا تحركهم إليه, ويسرعون في ذلك قدر إستطاعتهم..      

وقد تدوم مسيرتهم في ذلك الإتجاه لساعات أو أيام,... بعدها قد تبزغ عليهم الشمس ثانية,... لكن في توقيت (نهاري - فعلي) مختلف لها ,...فيكون لها موقع مختلف بالسماء المظلمة دائما... وبذلك تظهر لها إشراقات شمسية بإتجاهات تخالف ما سبق رصدهم لها....فيعدلوا إتجاهات (إضلالهم المتكرر), ومسيرتهم المضنية... مرارا وتكرارا... لكنهم قد يكتشفون أخيرا...  أنهم عادوا لقرب مكان إنطلاقهم الأول... وأنهم كانوا يسيرون في دوائر متباينه... وحول أحد الجبال القريبة أو غيرها.

« 1- ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَارْتَحَلْنَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ عَلَى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ كَمَا كَلَّمَنِي الرَّبُّ،... وَدُرْنَا بِجَبَلِ سِعِيرَ... أَيَّامًا كَثِيرَةً.
( تثنية - 2)

وبعد أسابيع كثيرة تكبدوا فيها المعاناة المريرة في محاولتهم الفاشلة للهروب,..  إكتنفتهم الحيرة... وأسقط في أيدي قادة توجيههم, فلا شروق واضح لشمس تهديهم نهارا...  ولا سماء صافية يسترشدن بنجومها ليلا, كما لا توقف تلك (الشروقات المضللة) التي صدقوها وخدعتهم مرارا. حتى مللوا من مسيراتهم المضلله... في متاهة شبكة أودية وسط سيناء المتداخلة, والسفر خلالها لساعات أو أيام متواصلة, ثم يفاجئون بعدها بعوتتهم لقرب أماكنهم الأسبق. 

- وبذلك أجبرهم ربهم على الرضوخ مرغمين للعقوبة, وبقائهم تائهين بالمنطقة, طوال كل سنواتها المحدده.

*** - (والله أعلى وأعلم) -***

بنو إسرائيل يستسلمون أخيرا لعقوبة التيه في سيناء

  وهكذا بعد الأسابيع .. أو..الشهور الأولى التي عانوا خلالها من محاولاتهم اليائسة للفرار,.. وحدوث دورانهم المتكرر بالوديان وحول الجبال, ..  يأسوا من الخروج من أرض سجنهم المفتوح, وتباعد عنهم حلم العودة  لمصر,.. بعد ما أعيتهم الحيل,... وأوهنهم تكرار الفشل,.. فإستسلموا لعقوبة ربهم وإرادتة في ردعهم,
 
بعدها  عادوا لطاعة ربهم (كما تسجل توراتهم), فلجأوا للإرتحال فقط حسب توجيهات ربهم, ليضمنوا (على الأقل) الوصول برحمته لحيث يتوفر الماء والمن والسلوى لهم... والكلأ لمواشيهم, ولضمان الحفاظ على بقايا حياتهم وأولادهم ... في ذلك القفر "الخلاء" الصحراوي المهلك.

- (20  وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أَيَّامًا قَلِيلَةً عَلَى الْمَسْكَنِ، فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ.   21-  وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ فِي الصَّبَاحِ، كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ.   22-  أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً، مَتَى تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ حَالَّةً عَلَيْهِ، كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ.  وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ.   23-  حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ ) (عدد - 9).  

وهكذا أثبتوا في توراتهم (المحرفة), أنهم أصبحوا (بعد إستسلامهم للعقوبة) مثالا لطاعة ربهم, وحسب أمره كانوا يرتحلون,... وبحسب توجبهه يحطون رحالهم,... وينزلون (فقط) حيث يرتضى لهم. حتى إكتملت سنوات العقوبة التهذيبية الأربعين, وبعدها سمح لهم ربهم بالخروج من أرض التوهان .... وصولا إلى الأرض المقدسة التي إرتضاها لهم.

2- ثُمَّ كَلَّمَنِي الرَّبُّ قَائِلاً:   3- كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الْجَبَلِ. تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ. ( تثنية - 2)

أسطورة إقتحامهم أريحا - ودخولهم أرض الميعاد 


عظمة الرحمن في مخلوقاته - كيفية و سبب تيه بني إسرائيل والحكمة من الـ 40 عام - إنهيار أسوار مدينة أريحا labyrinth 40 yearsمحافظة أريحا                       إنهيار أسوار مدينة أريحا

هل مات موسى في التيه

تقول أساطير توراتهم المحرفة, أنهم بعد خروجهم من مصر ونجاتهم من التيه في صحراء سيناء, وصلت قوافلهم للضفة الشرقية لنهر الأردن (بقيادة يشوع بن نون), ومنها شاهد (النبي موسى) أرض الميعاد عبر النهر (بالضفة الغربية), لكن الله توفاه قبل أن يدخلها معهم. 

وأن محاربي (يشوع) حاصروا مدينه أريحا, وطوال ستة أيام ظلوا يدورن مرة يومياً حول أسوارها, بينما سبعة من الكهنة ينفخون في الأبواق وبعضهم يحملون "تابوت عهد الرب" ويدورون به معهم.   
وفي اليوم السابع دار الكهنة بمفردهم سبعة مرات حول الأسوار وهم ينفخون بالأبواق, وفجأة أمر يشوع محاربيه بأن يصيحوا معا وبصوت عال، فتردد صوت صياحهم وصداه عالياً,.. حتى أرتجت أسوار المدينة وإنهارت, ومن ثم دخلت قواتهم المدينة, حيث نفذوا أمر ربهم (بتحريم المدينة), فقتلوا كل ما بقي فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ, وحتى الثيران والغنم والحمير.
وبعدها تحرم على اليهود إعادة تعمير أريحا (وملعون من سكنها.. ومن أقام فيها حجر على حجر). 

 فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا، جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ، عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ، أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافًا عَظِيمًا، فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ، وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ»."  ( يشوع - 2-5)

) مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا. بِبِكْرِهِ يُؤَسِّسُهَا وَبِصَغِيرِهِ يَنْصِبُ أَبْوَابَهَا)  ( يشوع - 26)

القرآن يتابع سيرتهم ويذكرهم بالعقوبتين المؤجلتين عليهم

ولقد إستأنف القرآن الكريم تسجيل أحداث مسيرتهم بعد تمام إنقضاء عقوبة التيه عليهم, وعودتهم (ظاهريا) لطاعة الله ثم دخولهم الفعلي لأرض ميعادهم,.. فأثبت أهم أحداث معيشتهم في أرض الميعاد , مثل الأمر الإلاهي لهم بذبح بقرة لفضح تلاعبهم في حدوث جريمة قتل بينهم, وتحايلهم لصيد حيتان (أسماك يوم السبت) المحرمة عليهم,... وغيرها.  

ثم عاد بعدها وذكر سوء طباعهم وإدمانهم للإفساد بالأرض ونشرهم للبغضاء فيما بينهم... ومع جيرانهم, وتكرار قتلهم لأنبياء الله,.. حتى حكم الله على أجيال تالية لهم بالشتات والتقطيع في الأرض, مع فرض الذلة والمسكنة عليهم, بأن سلط الأخرين عليهم ليهزموهم ويقتلوهم ويذلوهم في شتى بقاع الأرض.

{ ...   وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ ... كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ ... وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ ... وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } (المائدة - 64)

{  وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ...  مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ ... وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الأعراف - 168)


  { ... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ... ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ... وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ...ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ }  (آل عمران - 112) & (البقرة - 61)

 ورغم إستمرار مظاهر غضب الله عليهم وعلى أحفادهم, لتوالي معاندتهم لأوامره وجهرهم بعصيانه, فلقد أثبت القرآن تحذيره لهم من مرتين سيتمادون فيهما في العلو الكبير والإفساد في الأرض, بعد ما يسمح لهم بالعودة لأرض ميعادهم, 

{  ... اسْكُنُواْ الأَرْضَ ... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }  (الإسراء - 104)

وذكرهم الله في القرآن (وقبلها بالتوراة), بمرتي (علوهم الكبير) المؤجلتين, بقرب قيام (الساعة الآخرة), وأثبت تفاصيل  العقوبة عليهم فيهما في (سورة الإسراء),

- {  وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً  (4) 
- فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5) 
- ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) 
- إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ...... فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا -دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً  (7) 
- عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {    (الإسراء : 4- 8)

عقاب ربهم لتكرار علوهم وإفسادهم في الأرض 

- ولقد ثبت لي في (بحث خاص) - ومطول - عن الإفسادين الموعودين لبني إسرائيل من ربهم, أن أولهما قد وقعت أحداثه بالفعل منذ سنوات قليلة.
- وكانت بعد هزيمة (دولة بني إسرائيل) لجيش مصر في حرب عام 1967, وبعدها زاد علوهم الكبير وإفسادهم بأرض فلسطين المباركة والمنطقة كلها, فقتلوا المئات من أهل فلسطين .... وأكثر منهم في مصر, ...حين قصفت طائراتهم الأطفال وقتلتهم بمدرسة بحر البقر الإبتدائية,.. وكذلك قتلوا العمال بمصنع أبوزعبل لحديد التسليح,.. وغير ذلك كثير.

ولقد إستمر علوهم الكبير وإفسادهم بالمنطقة طوال 6 سنوات (طوال فترة حرب الإستنزاف), حتى أعاد الله لجيش مصر إرادته وكرامته في رمضان 1973, فانتقم منهم بتوفيق الرحمن ونصره لجنوده المؤمنين, فقتلوا المئات منهم خلال إكتساحهم لحصون (خط بارليف) التي كانت تداريهم عن جنودنا, لكنها لم تنقذهم من بطش الله على يد عباده (إولي البأس الشديد), وكان ذلك وعدا من الله مفعولا, رغم أن كل الدول وخبرائها العسكريين ظنوا إستحالة حدوث ذلك.   

لكن بعد كرة (هجوم) عباد الله عليهم بأيام, إقتضت أرادة الله (حسب ما وعدهم بالتوراة والقرآن) أن يرد الإسرائليين الكرة (الهجوم) علينا, حيث سمح بمد بني إسرائيل بأموال وأسلحة أمريكية... بل وكذلك بوصول بنين لهم (من اليهود) من (جنود الفيلق اليهودي) في الجيش الأمريكي, وحضروا مع مدرعاتهم, حتى إستطاع اليهود وقف هجوم جيشنا, ثم ردوا الكرة على جنودنا بقوات عظيمة, حتى صاروا في (الثغرة) التي أحدثوها بين جيشينا (خلال هجومهم المضاد), أكثر من جنودنا ...عددا ...وعتادا.
    
- بعدها توقف القتال, ودخلنا مع (بني إسرائيل) في مراحل من المسالمة والموادعة (وهي مستمرة حتى اليوم), ويعلم الله وحده مداها, (ليحسنوا أو يسيئوا فيها)...لأنفسهم أساسا... ولمصير بقاء دولتهم بمنطقتنا, ... وذلك حتى يحين موعد الإنتقام الإلاهي الأكبر ( وربما سيكون بيد أحفادنا) خلال الوعد الرباني الثاني لهم... وسيكون وبالا عليهم.  

- وأحسبه أن يكون مشابها للإنتقام الأول في جوهره ومعظم نقاطه,.... لكنه سيكون أكبر وضوحا وأقسى تأثيرا على اليهود, وسيتضمن إسترداد (عباد الله المسلمين) للمسجد الأقصى من سيطرتهم, وبنفس الكيفية التى دخل بها (جيش مصر) الأرض المباركة - فلسطين - وإستردها ومسجدها من الإغتصاب الصليبي (أول مره) عام 1187 م, ... وكان جيشنا بقيادة السلطان الناصر (صلاح الدين الأيوبي). 

- ونسأل الله وقوع ذلك النصر .... مع التعجيل.... والرشاد.  

{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا... إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا.... وَنَرَاهُ قَرِيبًا }  (المعارج - 5-7)

*** - (والله أعلى وأعلم) -***

- - - - - - - - - - - - - - - - - - 

وهكذا خلال إستعراضنا لتاريخ علاقة بني إسرائيل مع ربهم (قبل... وخلال ... وما بعد العقوبة عليهم) بالتيه في صحراء سيناء... وحتى قرب قيام (الساعة الآخرة)  ,..فلقد تأكد لنا تكرار معاصيهم لأوامر خالقهم وتماديهم في معاندته, رغم طول صبره على غلظة قلوبهم وإستحالة تقويمهم... مع تقبله المتكرر لإستغفارات أنبيائهم.

 لكن سوء طباعهم غلبت على مسيرتهم, ...  وبذلك لم يتبق سوى التوقع القريب لحدوث إنتقام الخالق (الثاني) والرادع عليهم, بقرب قيام الساعة الآخرة (ونحسبه قريبا)..... 
... ولا راد لقضاء الله.      
--------------------------------------------------------------------

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

  لقراءة الأجزاء السابقة من السلسلة بعنوان: 
 2- هندسة القلب البشري والصناعي
 3- هندسة صمامات القلب البشري والصناعي
 4- هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء
 5- هندسة الإخصاب وبدء حمل المرأة
 6- هندسة الرحمن بين العقل البشري والكمبيوتر
 7- هندسة الرحمن في التوازن المائي بالكائنات
 8- هندسة الرحمن في الكون وتوزيع الضوء والظلام فيه
 9- هندسة الرحمن في منع الفساد بالأرض
 10- معجزات الرحمن في خلق الإبل
 11- إعجازات الرحمن في خلق الحشرات
 12 - عظمة القرآن في تلخيص حياة الأنسان في آية واحده
 13 - أقوى مخلوقات الله على وجه الأرض
 14 - إعجازات الرحمن في خلق الكون
 15 - ماهي أوتاد فرعون المذكورة في القرأن
 16 - الفرعون الذي هدى طبيب فرنسي للإسلام

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا

سلسلة مقالات: هندسة الرحمن في مخلوقاته   تأليف/ د.عبد المنعم وهبي أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا 

مراجعة/ د. منى حافظ
الأستاذ المتفرغ بمعهد بحوث الإلكترونيات.

 ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook


عرضاخفاءالتعليقات
الغاء

HH

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المشاركات الشائعة