آخر الأخبار

هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء

 

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته 

إعداد/ د.عبد المنعم وهبي 

 

  •  هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها، وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص، مع إلتزامها التام بالحفاظ على (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.
  •  و(إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات، أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه، لتتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه. 
لقراءة الجزء الأول من السلسلة بعنوان ديناميكية العمود الفقري للأنسان أضغط هنا
لقراءة الجزء الثاني من السلسلة بعنوان هندسة القلب البشري والصناعي أضغط هنا
لقراءة الجزء الثالث من السلسلة بعنوان هندسة صمامات القلب الطبيعية والصناعية أضغط هنا

 

الجزء الرابع: هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء


هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء - من سلسلة مقالات هندسة الرحمن في مخلوقاته
Space black holes

 

الثقوب السوداء، وكيفية رصدها 

 

هي تكوين ما يزال (شبه مجهول) في الفضاء الخارجي، ويتميز بوجود قوة جاذبية جبارة في مركزه، تجذب كل شيء يقترب منه ليختفي بداخله، حتى أن موجات الضوء أو الرادار التي يصل له لا يمكنها إختراقه أو الخروج منه،،، وبالتالي لا يستطيع العلماء رؤية الثقوب السوداء أو تصويرها.

 لكن يمكنهم الإستدلال على مكان وجودها بواسطة تلسكوبات فضائية مزودة بأدوات خاصة، يمكنها أن تشير لمكان تواجدهم المتوقع بالفضاء، وذلك برصد تأثير جاذبيتهم القوية على النجوم والغازات التي تدور من حولهم.

كما أنه عندما يكون كل من  (ثقب أسود & نجم) قريبين من بعضهما البعض، ينتج عن ذلك ضوء عالي الطاقة، ويمكن العلماء من رصد مكانهما بالأقمار االصناعية والتلسكوبات الفضائية المجهزة لذلك.

 

نظرية تكون الثقوب السوداء

 

يعتقد العلماء أن الثقوب السوداء الهائلة قد تكونت منذ وقت نشأة الكون وبدء تكون المجرات.

وكل نجوم الكون تنشأ من سحابة من (غاز الهيدروجين وبعض الهيليوم) التي تبدأ بالتجمع حول مركز النجم (نواته) وبينما تدور حول نفسها تأخذ في التكاثف، ونتيجة لذلك يزداد الضغط داخل نواة النجم تدريجيًا، فتسخن غازاتها بدرجات عالية جدا تكفي لحدوث (تفاعلات اندماج النووي) لذرات الهيدروجين وتكوين ذرات هيليوم، ومع ذلك تنطلق طاقة نووية رهيبه.

 

ونتيجة لهذة التفاعلات النووية، فإن النجم يتمكن من توليد ضغط متجه لخارج، وكتلته تتعادل مع الجاذبية التي تنشأ في نواته مما يمنعه من الانهيار على نفسه.   

لكن عندما ينفذ وقود الهيدروجين بالنجم، فإنه يبدأ في استخدام الهيليوم في التفاعلات النووية الإندماجية لتكوين عنصر الكربون، ومن بعده كل العناصر الثقيلة.. وصولًا إلى تكون النيكل والحديد... وعندها يدخل النجم في مرحلة الإحتضار وينهارعلى نفسه، ويتكون بذلك ثقب اسود (نجمي) في مركزه، بينما يتحول بقية مكونات النجم إلى - مستعر أعظم –(سوبرنوفا) عند نهاية حياتة، وبعدها ينفجر في الفضاء (وكأنها كانت زفرة إحتضاره).

 

ومع إنهيار كتلة النجم الكبيرة جدًاعلى نفسها بشدة رهيبه (بفعل جاذبيتها الداخلية)، فإن النجم ينضغط إلى حجم ( ضئيل جدًا)، وتتكون لدية جاذبيه رهيبة تسبب تشوهًات في الزمان والمكان (الزمكان) من حوله، ولا تسمح جاذبيته لأي شىء أن يهرب منها، بما فيها الضوء والمجالات الكهرومغناطيسية بأنواعها وجميع أنواع الجسيمات مهما بلغ صغرها.... كما تنطلق إشعاعات حرارية تبلغ عدة مليارات من الدرجات المئوية، لكن يستحيل تقريبًا رصدها أو رؤية التقب الأسود ذاته.


إقرأ أيضًا: ما حجم الثقب الأسود وكيف يتشكل؟ بالضغط هنا


 

أحجام الثقوب السوداء

 

- يمكن أن تكون الثقوب السوداء صغيرة جدا ( ذرة واحدة فقط) ولكن لها كتلة تتساوى مع جبل ضخم.

 (الكتلة) تختلف عن الوزن، فالكتلة تحدد مقدار المادة في شيء ما، 

بينما (الوزن) هو شدة جاذبية الأرض لذلك الشيء.

- وهناك ثقوب سوداء كبيرة (نجميه) قد تصل كتلتها إلى 20 مرة مثل كتلة الشمس، ويوجد العديد منها في مجرة الأرض، (مجرة درب التبانة).

- وكل مجرة كبيرة بالكون تحتوي على ثقب أسود هائل في مركزها.

- وأضخم الثقوب السوداء تكون (فائقة الكتلة)، ولها كتلة تزيد عن كتلة (مليون شمس) معًا.


 

هل يمكن للثقوب السوداء أن تدمر الأرض

- تدور الثقوب السوداء في الفضاء وتلتهم النجوم والأقمار والكواكب، لكن الأرض لن تسقط في ثقب أسود أبدأ، لأنه لا يوجد ثقب أسود في مجرتنا قريب بدرجة كافية من (نظامنا الشمسي) بحيث يهدد بقاء الأرض.

- كما أن الشمس ليست نجمًا كبيرًا بما يكفي لتكوين ثقب أسود ضخم عند إنهيارها، وحتى لو تحولت الشمس لثقب أسود وبنفس كتلتها، فسيكون للثقب نفس قوة جاذبية الشمس الحالية، وبالتالي ستدور الأرض والكواكب الأخرى المجاورة من حوله، كما يحدث الآن مع (المجموعة الشمسية)، لكن بدون السقوط داخله.

  • فسبحان الخلاق العظيم.

 

رصد ثقب أسود وهو يبتلع نجم

 

رسم تخيلي لثقب أسود عملاق يلتهم كل ما يحيط به
رسم تخيلي لثقب أسود عملاق يلتهم كل ما يحيط به


 

- في التسعينات من القرن الماضي، تم رصد نجم أسود يقوم بعملية ابتلاع لنجم، وخلال عام واحد فقط.

- وحاليا ما زالت تجري عملية إبتلاع أخرى في مجرة صغيرة (تبعد 1.8 مليار سنة ضوئية) عن الأرض، وهي بدأت منذ أكثر من 10 سنوات، لكنها لا تزال متواصله، وهي أطول عملية مسجله حتى الآن.


تعريف السنة الضوئية 

  •  السنة الضوئية : هي المسافة التي يقطعها الضوء (بسرعته الفائفة) خلال سنه كامله.

 

وعندما يتم ابتلاع نجم بواسطة أحد الثقوب السوداء تنطلق (أشعة سينية) تصل حرارتها إلى ملايين الدرجات المؤيه، ويرصدها العلماء بتلسكوبات تعمل بالأشعة السينية لدراسة عملية الابتلاع.


 

 مقالات قد تهمك: 

 

 

 

هل الكون كله نشأ من ثقب أسود هائل


يعتقد مجموعة من علماء الفلك، إلى أن (الانفجار العظيم) الذي ربما تسبب في نشأة (عمارة الكون كله)، ربما كان ناتج عن ثقب أسود هائل الحجم، تسبب في تكوبن مجموعة من المجرات، وكان ذلك على بعد 390 سنة ضوئية.

ولقد كان الانفجار هائلا لدرجة أنه تسبب في فوهة من الغازات الساخنة، ربما احتوت على 15 من المجرات التي كانت إحداها مجرتنا – (دروب التبانة).

وربما كان ذلك الثقب الأسود أكبر بحوالي خمس مرات من أكبر ثقب مسجل حاليا.

واستخدم علماء الفلك عدة تلسكوبات أرضية ومراصد للأشعة السينية (معا) للوصول إلى هذا الاكتشاف..

 

نظرية صادمة لمصير الكون

 

يعتقد بعض العلماء أن الكون سيتحول يوما ما إلى "العدم" بسبب ابتلاع (الطاقة السوداء) للكون بصورة تدريجية، ليتبقى في النهاية (اللا شيء)، وأن (الطاقة السوداء) تنمو بإستمرار وتبعث أثناء ذلك (المادة السوداء). وبذلك تعمل على زيادة نمو الكون، حتى أنه قد يصبح ( فارغًا ) تقريباً  بالنهاية.

  •  الطاقة السوداء هي شكل مفترض من الطاقة التي تملأ الفضاء وتمتلك ضغطاً سالباً، وهي غير معروفة لدينا.
  •  المادة السوداء هي مادة مفترضة، ويستدل عليها من آثار جاذبيتها على مواد أخرى مرئية.


وهذه النظرية تتعلق بخصائص أساسية للزمان والمكان (الزمكان)، وبحجم كوننا ومصيره،لأنه إذا نمت (الطاقة السوداء) وتبخرت (المادة السوداء) فإننا سننتهي إلى (كون فارغ) كبير - ولا يحتوي على أي شيء..

ويقول العلماء أن (دراسات علم الكون) انقلبت رأساً على عقب (عام 1998) عندما أعلن العلماء أن (معدل توسع الكون) يتسارع بإستمرار، وأن سبب توسع الكون هو أن للفراغ (كثافة طاقة) وهي تشكل معياراً لضبط إستقرار الكون.

 

  • فسبحان الخلاق العظيم.
  • والبقاء لله وحده, وكل شيء هالك إلا وجهه. 

 فتبارك الله أحسن الخالقين.


سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

إعداد/ د.عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا

سلسلة مقالات: هندسة الرحمن في مخلوقاته   تأليف/ د.عبد المنعم وهبي أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا



ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook 

 

عرضاخفاءالتعليقات
الغاء

HH

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المشاركات الشائعة