آخر الأخبار

إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء

 

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي 

* هندسة الرحمن تتجلى عظمتها في روعة مخلوقاته وتكامل أدائها فيما قدره لها, وبتصميمها العبقري الخالي من النقائص , مع إلتزامها التام بالحفاظ على  (التوازن الرباني الدقيق) بين كل العناصر البيئية في الكون الفسيح.


* و (إن يشاء الله) سوف نستعرض في حلقات هذه السلسلة من المقالات, أمثلة من إبداعات الرحمن في جميع مخلوقاته الرائعه, ليتضح لنا مدي تفرد القدرة الإلاهية بإبداعاتها الربانية... والتي يستحيل أن تطاولها أي هندسة بشريه.


The miracle of creating mountains إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء
The miracle of creating mountains
إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء

------------------------------------------------


26- إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء

 النجوم الأقزام الحمراء  - أكثر النجوم شيوعا وعمرا يالكون

هي نوع من النجوم ذات السطوع المنخفض.   لذلك يصعب رصدها فلكيا, حيث تكون مرئية فقط من مسافات قريبة.

وهي أصغر وأبرد كثيرا من شمسنا, كما أن كتلة كل منها ولمعانها منخفض عنها جدا.

ودرجة حرارة سطح هذه النجوم أقل من 3.500 كلفن، وكتلة كل منها حوالي 10% من الكتلة شمسنا، و قطرها نحو 15% من الشمس, بينما حرارة سطح الشمس تبلغ 5,800 كلفن.

  • أما «قلب الشمس المستعر», فتحدث فيه التفاعلات النووية الاندماجية, لذلك تبلغ حرارته نحو 14 مليون كلفن.
  • النجوم الأقزام الحمراء من أكثر النجوم شيوعًا في الكون, وهي معمرة عنهم جميعا, حيث يمكنها أن تعيش لتريليونات السنين.  

 كما أن لدى العديد منها عدة (أنظمه من الكواكب) التابعة لكل منها.


اكتشاف أول نجم قزم أحمر


The miracle of creating mountains إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء  نجم قزم أحمر          الطاقة المنطلقة من (نجم قزم أحمر)   
نجم قزم أحمر          الطاقة المنطلقة من (نجم قزم أحمر)


بدأ التعرف على (النجوم الأقزام الحمراء) منذ قرون, كما رصد تميز صفاتها عن بقية النجوم منذ القرن التاسع عشر. 

وكان أول قزم أحمر تم رصده هو (إبسيلون إندي) عام 1844, بينما تم عام 1992 رصد أول (نجم قزم أحمر) وحوله (كوكب قزم بني)  يدور في فلكه, وذلك باستخدام تليسكوب خاص (المرصد الأوروبي) البالغ قطره 3.6 متر في تشيلي.


وفي السنوات الأخيرة ، رصدت العديد من الكواكب التي تدور حول كثير من (النجوم الأقزام الحمراء), وذلك لقربها من الأرض بالإضافة لتواجدها بكثرة في مجرتنا (درب التبانه).


- وتعتبر كواكب (نجوم الأقزام الحمراء) مرشحة رئيسية في البحث عن عوالم أخرى غير كوكب الأرض, ويحتمل أن تكون صالحة لسكنى البشر عليها بالمستقبل. 


والنجم القزم الأحمر (قنطور) هو أقربهم للشمس وللأرض، ومع ذلك فهو يبعد عنا نحو 4,22 سنة ضوئية, بينما يبعد أغلب هذه النجوم عنا أكثر من 15 سنة ضوئية , لكنها مسافات قليلة عند مقارنتها بقطر مجرتنا (نحو 150,000 سنة ضوئية.)


والسنة الضوئية :

هي المسافة الي يقطعها جسم يسير بسرعة الضوء, خلال سنه أرضية كامله. 


خصائص النجم القزم الأحمر


The miracle of creating mountains إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء   كوكب يدور حول نجم قزم أحمر            لون النجم يكون حسب حرارة سطحه
كوكب يدور حول نجم قزم أحمر            لون النجم يكون حسب حرارة سطحه

تتنوع خصائص النجوم الأقزام الحمراء حسب حجم كل منهم  ومرحلته التطورية, لكنهم متشاركون في الخصائص التاليه :.

  1. صغر الحجم : فهم أصغر النجوم، وتتراوح كتلته كل منهم بين حوالي (0.08 - 0.6) من كتلة شمسنا.
  2. سطوعهم منخفض : ولمعانهم أقل بكثير من الشمس، وعادة يكون أقل من (0.01٪ ) من سطوع الشمس.
  3. حرارة سطحهم منخفضة : وتكون (2,500 إلى 4,000) كلفن ، بينما الشمس 5,500 كلفن, وهي تعادل (15 مليون درجة مئوية).
  4. عمرهم طويل : لأن كتلته كل منهم ولمعانها منخفضان, فإن أعمارهم المقدرة تمتد لتريليونات السنين, وهي أطول بكثير من عمر الكون كله (والمقدر بأنه أقل عن 14 بليون سنة)، بينما عمر بقية النجوم (مثل الشمس) تصل إلى 10 مليار سنة فقط. 
  5. معادنها كثيره : لأن مكوناته المعدنية نسبته عالية فيها، وبها نسبة أعلى من العناصر(الأثقل من الهيليوم) المتواجد بالشمس.
  6. نشاطها مرتفع : بمستويات عالية من النشاط المغناطيسي، ما يسبب لها التوهجات والبقع النجمية وعدة ظواهر أخرى.
  7. التردد العالي لكواكبها : لذلك فإن قربهم من كوكب الأرض وكثرة تواجدهم بمجرة (درب التبانه)، جعلتهم مرشحين رئيسيين في البحث عن كواكب (غيرالأرض) صالحة لسكنى البشر, من بين الكواكب التابعه لهم.  


- وتلك الخواص المتميزة, توضح مدى التباين العظيم بين صفات مختلف الكواكب التي أبدع الرحمن في خلقها .

 

*  { إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر - 49)


كيف تتكون النجوم الأقزام الحمراء

خلقت كواكب الأقزام الحمراء بنفس طريقة تشكل النجوم الأخرى.   حبث يبدأ تكونها بانهيار سحابة من الغاز والغبار (سحابة جزيئية),  فتصبح أكثر كثافة وسخونة في مركزها، ثم يزداد تكثفها المتوالي, حتى تتحول في النهاية إلى (نجم أولي).


- وبينما يستمر (النجم الأولي) في عمليات الانهيار، فإنه يسخن بدرجة كافية تسمح ببدء تفاعلات (الاندماج النووي) فيه ، وهي العمليات المتسلسله التي تمد جميع النجوم في الكون بالطاقة، وتستمر التفاعلات فيها طوال حيانها, التي قدرها الرحمن لها.


*  { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه...  } ( لقمان - 11 ) 


كيف ينقضي عمر النجم القزم الأحمر

خلال التقاعلات النووية يدمج داخل مركز النجم (الهيدروجين مع الهيليوم) .  

ولأن الأقزام الحمراء كتلتها منخفضة، فلا يتولد عن تلك العملية حرارة كافية ليتواصل دمج ( ذرات الهيليوم معا) لتكوين عناصر أثقل جدامنه , وهو ما يحدث في بقية النجوم الأضخم .   


لذك تستمر التفاعلات الإندماجية داخل (النجم القزم الأحمر) لفترة أطول بكثير من بقية النجوم الضخمة، ويعيش لتريليونات السنين بعدهم, حتى تستهلك هذه التفاعلات الإندماجية كل الهيدروجين الموجود في قلبه.  حينها ستحين نهاية حياتة . 

حيث سيتضخم حجمه ليصبح (نجم عملاق أحمر)، ولما يتخلص من طبقاته الخارجية الحمراء، سيتحول إلى (نجم قزم أبيض), وبعدها... عندما يفقد بقية حرارته, سيتحول إلى (نجم قزم أسود).


النجوم الأقزام البنية 


The miracle of creating mountains إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء  نجوم بنيه
نجوم بنيه


تعتبر النجوم البنية “نجوم فاشلة” ؛ لأنه لا يحدث لديها (اندماج نووي هيدروجيني) في نواتها. 

ولذلك تكون حرارة سطحها دائما أقل من 2000 كلفن، (1727 درجة مئوية)،

كما تكون توهجاتها أقل بكتير من النجوم الأقزام الحمراء.    وهي أيضا ترصد باهته جدا عن شمسنا.


العلماء يبحثون عن كواكب صالحة لحياة البشر 


The miracle of creating mountains إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء     مجموعات من نجوم مجرتنا ( درب التبانه)           تجمعات نجمية في مجرتنامجموعات من نجوم مجرتنا ( درب التبانه)           تجمعات نجمية في مجرتنا


- النجوم القزمة الحمراء تشكل حوالي 70- 80٪ من جميع نجوم مجرتنا.  

 وكثرتها مع قربها من الأرض جعلتهم أهدافًا للبحث عن كواكب خارج الكرة الأرضيه., ويحتمل أن تكون صالحة لسكنى البشر فيها.   لكن سطوعها المنخفض، يصعب عملية رصدها, إلا بأحدث الوسائل التكنولوجيه  المبتكره.


كما أن أعمارها الطويلة ودرجات حرارتها المستقرة، تزيد من صلاحيتها لسكنى البشر, بالإضافة لأن معظمها لديه كواكب تابعه, وصلاحيتها أقضل, لذلك تتم دراستها بأعقد التقنيات والاكتشافات الجديدة, وبالفعل رصد الكثير منها بالسنوات الأخيره.


أهمية النجوم الأقزام الحمراء في معرفة بدء نشوء الكون

منذ نشأة أول خلية حية على أرضنا,  كانت الشمس (وما زالت) هي المحرك الأساسي للطاقة وللحياة لدى كل المخلوقات الأرضيه. لكن شمسنا تُصدر (مثل كل النجوم) توهجات ورياح نارية هائله (من وقت لآخر), وهي ناجمة عن تفاعلات الإندماج النووي العاتية المستعرة داخلها, وكل ذلك ينقص من عمر الشمس المفترض, وكذلك من بقاء كوكب الأرض وبقية مجموعتها الشمسية التابعة لها, وبالتالي مع إستنفاذ عمر شمسنا, تقل صلاحية بقاء الحياة على كوكب الأرض, وعندها تحين نهاية الكون, التي لا يعلم وقته إللا الله.   


* {  إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر - 49)


خطورة الرياح الشمسية على الحياه بالأرض

هذه التوهجات والرياح تكون أحيانًا ذات طاقةً عالية جدا، وإذا ما أنطلقت باتجاه أرضنا فإنها تؤدي إلى اختلال الاتصالات الرادارية, وربما تعطلها تمامًا.   لكن مع ذلك, فإن توهجات شمسنا أضعف بكثير إذا قورنت بالنجوم الأخرى التي خلقها الله في الكون الفسيح, بينما إختار لأرضنا أن تكون تابعة لشمس تتوافق خواصها مع إستمرار حياتنا عليها.


*  { ... فتبارك الله أحسن الخالقين. } (المؤمنون – 14) .


وبعض النجوم وخصوصًا (النجوم الأقزام الحمراء) تصدر توهجات وأرياح  ضخمة متكررة وعنيفة, وقد تكون مدمرة للحياة على الكواكب التابعة لها, التي تكون بدون غلاف جوي حولها يحميها من خطورة هذه التوهجات النارية.


 شمسنا تعتبر نجم عملاق -  لكنه لطيف

شمسنا نجم متقدم في السن, ونشاطها النووي أقل من النجوم الأصغر منها عمرًا وحجمًا, لكن المجال المغناطيسي القوي لأرضنا, يحمينا من قذائفها توهجاتها ورياحها الشمسية العاتيه.

- كما تحمينا (طبقة الأوزون) المحيطة بالأرض من (الأشعة فوق البنفسجية) المدمرة, والآتية من بقية النجوم بالكون.

 

- لكن توهجات (النجوم القزمية الحمراء) يمكنها تدمير طبقة الأوزون التي حول الكواكب القريبة منها, لذلك فعندما تقل مستويات طبقة الأوزون حول أي كوكب تابع, فإن الأشعة فوق البنفسجية (من نجوم الكون), يمكنها القضاء على فرص حياة المخلوقات الأرضية عليه.

-  لكن رحمة الله بالبشر, وبحياة كل مخلوقاته على الأرض, حمتنا بوجود الغلاف الجوي الضخم حول كوكبنا, وبطبقة الأوزون الكثيفة فيه, وفي ذلك تجلت قدرة الخالق التي لا تقارن بعظمتها (أي شيء),... حتى أبد الآبدين.  


*  { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِه...  } ( لقمان - 11 ) 

---------------------------------------------

سلسلة مقالات: عظمة الرحمن في مخلوقاته

  لقراءة الأجزاء السابقة من السلسلة بعنوان: 
 2- هندسة القلب البشري والصناعي
 3- هندسة صمامات القلب البشري والصناعي
 4- هندسة الرحمن في الثقوب السوداء بالفضاء
 5- هندسة الإخصاب وبدء حمل المرأة
 6- هندسة الرحمن بين العقل البشري والكمبيوتر
 7- هندسة الرحمن في التوازن المائي بالكائنات
 8- هندسة الرحمن في الكون وتوزيع الضوء والظلام فيه
 9- هندسة الرحمن في منع الفساد بالأرض
 10- معجزات الرحمن في خلق الإبل
 11- إعجازات الرحمن في خلق الحشرات
 12 - عظمة القرآن في تلخيص حياة الأنسان في آية واحده
 13 - أقوى مخلوقات الله على وجه الأرض
 14 - إعجازات الرحمن في خلق الكون
 15 - ماهي أوتاد فرعون المذكورة في القرأن
 16 - الفرعون الذي هدى طبيب فرنسي للإسلام
 17 - كيف سجن الله بني إسرائيل في صحراء التيه بسيناء
 18 - إعجاز الخالق في العقل وملاحقة الحاسوب له
 19 - معجزات الرحمن في خلق البعوضه 
 20 - عظمة الرحمن في خلق طائر نقار الخشب 
 21 - محاكاة إعجازات الرحمن في خلق الخلايا الجذعيه
 22 - معجزات الرحمن في خلق الذباب
 24 - إعجازات الرحمن في خلق الطيور
 25 - إعجازات الرحمن في خلق الجبال


في النهاية نكون قد تعرفنا على معلومات عن: إعجاز الخالق في النجوم الأقزام الحمراء

إعداد/ د. عبد المنعم وهبي
أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا

سلسلة مقالات: هندسة الرحمن في مخلوقاته   تأليف/ د.عبد المنعم وهبي أستاذ بالأكاديميه الصحية بالسعودية سابقًا 

مراجعة/ د. منى حافظ
الأستاذ المتفرغ بمعهد بحوث الإلكترونيات.

ليصلك كل ما هو جديد ومفيد وصحي برجاء الإعجاب بصفحتنا على الـ FaceBook

عرضاخفاءالتعليقات
الغاء

HH

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المشاركات الشائعة